الجمعة، 18 يوليو 2014

طقس القداس يشرح التجسد



"عظيمٌ هو سِرُّ التَّقوَى: اللهُ ظَهَرَ في الجَسَدِ"
(1تي3: 16)
 

إن تجسد الله هو أعظم حدث قابل البشرية على الإطلاق، وهو أساس المسيحية كلها، وينبوع الفكر المسيحي، والممارسة الروحية، والنعمة التي نُقيم بها الآن. والكنيسة الأرثوذكسية تهتم جدًّا بإبراز فكر التجسد في كل تعاليمها المقدسة، وفي الممارسة الروحية الكنسية أيضًا.
وليسمح لي صديقي القارئ.. أن أجول معك اليوم في طقس القداس الإلهي لنتبين معًا الإشارات الطقسية التي تشرح سر التجسد، وتثبت الإيمان في أذهان الناس وحياتهم.
+ يمكن أن نعتبر الصينية المقدسة قبرًا للمسيح، أو عرشًا له، أو هي الصليب المجيد.. ويمكن أيضًا أن تكون هي المذود الذي وُلد فيه المخلص.. فعندما يضع أبونا القربانة المقدسة في الصينية بعد تقدمة الحمل، يكون كمثل العذراء التي وضعت مخلصنا الصالح في المذود.. "فوَلَدَتِ ابنَها البِكرَ وقَمَّطَتهُ وأضجَعَتهُ في المِذوَدِ، إذ لم يَكُنْ لهُما مَوْضِعٌ في المَنزِلِ" (لو2: 7).
+ واللفايف التي توضع تحت وفوق القربانة والكأس.. يمكن أيضًا أن تكون رمزًا للأكفان المقدسة، أو أيضًا رمزًا للأقمطة التي لُف بها المخلص.. "تجِدونَ طِفلاً مُقَمَّطًا مُضجَعًا في مِذوَدٍ" (لو2: 12).
+ وفرش المذبح قبل القداس هو إشارة إلى تهيئة المذود.. بل وأيضًا تهيئة قلب الإنسان لميلاد السيد المسيح فيه.. وكما أن اللفايف يشترط أن تكون جميلة ونظيفة ومنظمة إكرامًا لجسد الرب الموضوع عليها.. كذلك يجب أن تكون قلوبنا مستعدة بهذا الجمال الروحي.. والطهارة اللائقة بحلول الله الكلمة فينا بالتناول من جسده ودمه الأقدسين.
+ في اختيار الحمل المقدس.. يُقدم الأب الكاهن الطبق وفيه عدد فردي من القربانات لاختيار أحسنها لتكون التقدمة التي تتحول بالصلاة وحلول الروح القدس إلى جسد حقيقي للرب يسوع.
القربانة المختارة هي رمز لتجسد الله وحلوله فينا، أما باقي القرابين فتشير إلى آبائنا الرسل الأطهار الذين أرسلهم السيد المسيح اثنين اثنين للخدمة.. وهذا هو السر في أن عدد القربانات بدون قربانة التقدمة يكون زوجيًا.
والتشابه في كل القرابين المقدسة يشير إلى أن السيد المسيح شابهنا في كل شيء. ولكن قربانة الذبيحة تكون أكثر تميزًا من كل القربان إشارة إلى أن السيد المسيح بالرغم من تجسده لكن ظل "مُعلَمٌ بَينَ رَبوَةٍ" (نش5: 10)، وهو طبعًا الأفضل من الكل، و "أبرَعُ جَمالاً مِنْ بَني البَشَرِ" (مز45: 2)، لأنه هو الله الخالق وقد تجسد.
+ يدور الأب الكاهن حول المذبح حاملاً القربانة المختارة.. وذلك كمثل سمعان الشيخ الذي حمل السيد المسيح عندما جاء به أبواه إلى الهيكل ليصنعا له كما يجب في الناموس، وقال القديس سمعان الشيخ: "الآنَ تُطلِقُ عَبدَكَ يا سيدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بسَلامٍ، لأنَّ عَينَيَّ قد أبصَرَتا خَلاصَكَ، الذي أعدَدتَهُ قُدّامَ وجهِ جميعِ الشُّعوبِ. نورَ إعلانٍ للأُمَمِ، ومَجدًا لشَعبِكَ إسرائيلَ" (لو2: 29-32).
ويدور الأب الكاهن مرة أخرى قبل قراءة الإنجيل حاملاً البشارة المقدسة، وهو يتلو نفس الصلوة التي فاه بها سمعان الشيخ.. ليتذكر تجسد المسيح، ومجيئه إلينا في المرة الأولى (تقدمة الحمل) كذبيح من أجلنا، وفي المرة الثانية (قراءة الإنجيل) كمُعلِّم لنا.
+ عندما تقابلت العذراء القديسة مريم مع القديسة أليصابات، هتفت الأخيرة قائلة: "مُبارَكَةٌ أنتِ في النساءِ ومُبارَكَةٌ هي ثَمَرَةُ بَطنِكِ" (لو1: 42). ونحن نهتف أمام السيد المسيح الذي تجسد وجاء إلينا قائلين: "مبارك الآتي باسم الرب"، نقولها مرة قبل قراءة الإنجيل، ومرتين أثناء التناول من الأسرار المقدسة.. متشبهين بأليصابات التي كانت أول من عرف بخبر التجسد بعد العذراء مريم.
+ في الطقس القبطي الأصيل: عندما يضع الكاهن يد بخور في الشورية أثناء القداس عند قوله: "تجسد وتأنس"، يضع البخور هنا مستخدمًا (الماستير)، وهنا أيضًا توجد إشارة بليغة إلى التجسد الإلهي.. فالماستير يكون مكانه فوق الكرسي إلى جانب الكأس.. إشارة إلى وجود المسيح على عرشه السماوي في حضن الآب.. ونزول الماستير إلى درج البخور يشير إلى نزول المسيح إلينا وتجسده.. والبخور الذي يوضع في الشورية يشير إلى آلام المسيح ونيران الصليب التي فاضت منها رائحة الخلاص.. ثم يمسح الكاهن الملعقة (الماستير)، ويضعها مكانها إشارة إلى أن المسيح نفض عنه آلام الموت وأثاره، وقام من الأموات، وصعد إلى السموات، وجلس عن يمين الآب في المجد.
+ قبل أن يمسك الكاهن الذبيحة بيده، يُحضر له الشماس الشورية، ويبخر الكاهن يديه كمن يغسلها استعدادًا للإمساك بالجسد المقدس.. ثم يحمل الكاهن بين يديه كمية من دخان البخور، ويضعها على الجسد المقدس كمثل المجوس الذين قدموا للمسيح هداياهم ومن ضمنها اللبان (البخور)، عندما كان طفلاً صغيرًا متجسدًا من العذراء البتول.
+ هناك عبارات تستخدم في القداس يتكرر بها فكر التجسد.. كمثل ما يوجد أيضًا في قانون الإيمان: "هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس..".
ففي القداس الباسيلي يقال أيضًا: "هذا الذي من الروح القدس ومن مريم العذراء القديسة مريم تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص".
وفي القداس الغريغوري يقال: "وعندما سقط بغواية العدو وأردت أن تجدده.. لا ملاك ولا رئيس ملائكة.. ائتمنته على خلاصنا، بل أنت بغير استحالة تجسدت وتأنست وشابهتنا في كل شيء ماخلا الخطية وحدها" (صلاة الصلح).
وأيضًا يقال: "أنت الكائن في كل زمان أتيت إلينا على الأرض أتيت إلى بطن العذراء.. واضعت ذاتك وأخذت شكل العبد، وباركت طبيعتي فيك".
وفي صلاة التحليل يقول الكاهن عبارة جميلة: "أنت يارب الذي طأطأت السموات ونزلت وتأنست من أجل خلاص العالم".
هذه عينة من صلوات كثيرة بالقداس تشرح وتعلن سر التجسد الإلهي.
لإلهنا المجد في تجسده.

دراسة في تعاليم ربنا يسوع المسيح


أمثال التوبة

كانت مفاهيم اليهود وكتبتهم والفريسيين عن الأمور الروحية مفاهيم منحرفة أو ناقصة، أو تُمثِل وجهة نظر ضيقة، وما كانوا يتسعون ليقبلوا رأيًّا آخر أو فكرًا جديدًا.. فقد كانوا يعتبرون أن أفكارهم هي أفكار الله نفسه، حتى إنهم ما كانوا يطيقون أن يناقشهم أحد فيها، ولو أدى الأمر أن يبطلوا وصية الله نفسه بسبب تفسيراتهم.. كمثلما وبَّخهم السيد المسيح على ذلك بقوله: "فقد أبطَلتُم وصيَّة الله بسبب تقليدِكُم!" (مت15: 6).
وجاء السيد المسيح ليشرح للبشرية المفاهيم الصحيحة للأمور الإلهية والروحية، لذلك كانوا يدعونه "المُعلِّم الصالح"، وكانوا يسمعون منه تعليمًا لم يتعودوا على سماعه.. لذلك قيل:
+ "فلمّا أكمَلَ يسوع هذه الأقوال بُهِتَت الجموع من تعليمِهِ، لأنه كان يُعَلمُهُم كمَنْ له سُلطان وليس كالكتبة" (مت7: 28-29).
+ "ولمّا جاء إلى وطنه كان يُعَلمُهُم في مَجمَعِهِم حتى بُهِتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمَة والقوات؟" (مت13: 54).
وكانوا يقولون عن تعليم السيد المسيح في كل الأجيال: "ما هو هذا التعليم الجديد؟" (أع17: 19). ونظرًا لأن تعليم السيد المسيح كان جديدًا على مسامعهم.. "لم يتكلَّم قط إنسان هكذا مِثل هذا الإنسان!" (يو7: 46). لذلك ما كانوا يقبلونه بسهولة، بل أحيانًا كانوا يقاومون ويجدفون ويعترضون، ويتصيدون عليه الأخطاء التي لم توجد قط في كل تعاليمه المقدسة. لذلك كان السيد المسيح يستخدم الأمثال لشرح المفاهيم بطريقة مبسطة وواضحة ومقنعة، بحيث يورد في المثل قصة ويُطبِّق عليها المبادئ الروحية السامية.
ومن الأمور التي اختلفت وجهات نظرهم فيها مع السيد المسيح الموقف من الخطاة والعشارين، فكان الفريسيون "واثقين بأنفسهم أنهم أبرار، ويحتقرون الآخرين" (لو18: 9)، وكانوا ينتقدون السيد المسيح انتقادًا عنيفًا لأنه كان يقبل أن يجالس الخطاة ويأكل معهم "فتَذمَّر الفَريسيون والكتبة قائلين: هذا يَقبَلُ خُطاةً ويأكل معهم!" (لو15: 2). وكانوا يسألون تلاميذه: "لماذا يأكل مُعلمُكم مع العَشّارين والخُطاة؟" (مت9: 11). أما الرب يسوع فكان يجيبهم بكل وداعة.. "لا يَحتاج الأصِحّاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلَّموا ما هو: إني أُريدُ رحمةً لا ذبيحة، لأني لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلى التوبة" (مت9: 12-13). لذلك قيل عن السيد المسيح: "صادِقة هي الكلمة ومُستَحِقَّة كل قُبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليُخلِّص الخُطاة الذين أولهم أنا" (1تي1: 15).
ولكي يشرح السيد المسيح موقفه من الخطاة.. أورد لنا ثلاثة أمثال في الأصحاح (15) من إنجيل مُعلِّمنا لوقا البشير، وهي أمثال: "الخروف الضال"، "الدرهم المفقود"، "الابن الضال".. دعونا الآن نتأمل فنتعلَّم من هذه الأمثال الثلاث:
(1) ربط السيد المسيح بين التوبة والفرح فقال:
+ في مثل الخروف الضال: "وإذا وجَدَهُ يضعه على مَنكبيهِ فرحًا، ويأتي إلى بيته ويَدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: افرحوا معي، لأني وجَدتُ خروفي الضّال!" (لو15: 5-6).
+ وفي مثل الدرهم المفقود: "وإذا وجَدَتهُ تدعو الصديقات والجارات قائلة: افرَحن معي لأني وجَدتُ الدرهم الذي أضَعتُهُ" (لو15: 9).
+ وفي مثل الابن الضال: "وقَدموا العِجلَ المُسَمَّن واذبَحوهُ فنأكُل ونفرح، لأن ابني هذا كان مَيتًا فعاش، وكان ضالاً فوُجِد. فابتدأوا يفرحون" (لو15: 23-24). "ولكن كان ينبغي أن نفرح ونُسَرَّ، لأن أخاكَ هذا كان مَيتًا فعاش، وكان ضالاً فوُجِدَ" (لو15: 32).
ووضع لنا السيد المسيح هذه القاعدة: "أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئٍ واحدٍ يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًّا لا يحتاجون إلى توبة" (لو15: 7)، "هكذا، أقول لكم: يكون فرَح قُدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب" (لو15: 10).
إن الله القدوس يرغب في أن نتوب، وسوف نستعيد بهجتنا وفرحتنا عندما نفرّح قلب الله ونفرّح السماء بتوبتنا. الله لا يريدنا أن نحزن.. وإن حزّنا فيجب أن يكون حزنًا مقدسًا، وصفه مُعلمنا بولس الرسول قائلاً: "لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشِئ توبة لخلاصٍ بلا نَدامةٍ، وأمّا حُزن العالم فيُنشِئ موتًا" (2كو7: 10). كمثلما حزن مُعلمنا بطرس الرسول بعد خطية الإنكار "فخرج إلى خارج وبكى بُكاءً مُرًّا" (مت26: 75).
ونحن أيضًا يجب أن نفرح في توبتنا وعودتنا إلى الله كمثل طفل قد تاه، ثم وجد أباه وأمه فارتمى في حضنهما يبكي وهو فرحان بعودته السلامية إلى أمن وأمان ودفء حضن الأب.
(2) لقد عبَّر السيد المسيح عن ضياع الخروف بأن الراعي (أضاعه)، وعن الدرهم أن المرأة (أضاعته)، أما في مثل الابن الضال فقد (تاه الابن برغبته).
الراعي يمثل السيد المسيح، والمرأة تمثل الكنيسة، والابن الضال يمثل كل إنسان خاطئ. لقد حمَّل السيد المسيح نفسه مسئولية إضاعة الخروف الضال.. وحمَّل الكنيسة مسئولية إضاعة الدرهم المفقود، أما في مثل الابن الضال فكان الإنسان هو المسئول عن ضياع نفسه. وفي كل الأحوال كان باب التوبة مفتوحًا، والعودة المفرحة مطلوبة، وسعي الله والكنيسة كائن لعودة الخطاة، وكذلك دور الإنسان الخاطئ مشروح في مثل الابن الضال.
إن الله يبحث عني بين الأشواك، وفوق الجبال، وفي البراري القفرة.. والكنيسة توقد لي سراج الروح القدس، وتفتش باجتهاد عني بروح الرعاية الحانية حتى تجدني، أما أنا فمطلوب مني أن أرجع إلى نفسي وأقارن حالتي السيئة بسبب الخطية بحالتي قبل السقوط، وأقوم سريعًا وأذهب إلى أبي، وأعترف أمامه بخطأي وخطاياي، وأفرّح قلب السماء بعودة سالمة.
(3) الله هو المُبادر دائمًا:
لقد حمل الخروف الضال على منكبيه فرحًا، وهو يحملني ويحمل همي وخطاياي، ويغفر لي ويرد لي بهجة خلاصي.. لقد رأى ابنه الضال "إذ كان لم يَزل بعيدًا.. فتحنَّن وركض ووقع على عُنقه وقَبله" (لو15: 20)، ورفع عنه عناء خجل المقابلة الأولى.
الله يريدني أن أعود إليه، وسيسبقني بخطوات عندما أبدأ بخطوة، وسيردني إلى مكانتي الأولى.. "فقال الأب لعبيده: أخرِجوا الحُلَّة الأولى وألبِسوهُ، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاءً في رِجليه، وقدموا العِجل المُسَمن واذبَحوهُ فنأكُل ونفرح" (لو15: 22-23)، وسينسى أيام الضياع وذل الخطية وإهانة الشيطان لي.. وأيضًا سيمسح من ذهن الناس فكرتهم السيئة عني، ويرفعني على ذراعه الأبدية.. "أنا أنا هو الماحي ذُنوبَكَ لأجل نفسي، وخطاياكَ لا أذكُرُها" (إش43: 25)، "قد مَحَوتُ كغَيمٍ ذُنوبَكَ وكسحابة خطاياكَ. اِرجِع إليَّ لأني فدَيتُكَ" (إش44: 22)
(4) كان موقف الابن الضال عند عودته موقفًا جميلاً إذ قال: "أخطأت"، وهذه الكلمة الجميلة مفتاح لحل كل مشاكلنا الروحية والاجتماعية مع الناس. كثيرون منا لا يستطيعون أن يقولوا: "أخطأت"، وذلك بسبب الكبرياء أو العناد..
+ لقد أخطأ آدم وحواء، ولم يعتذروا بكلمة "أخطأت".
+ وكذلك أخطأ قايين ولم يتفوه بهذه الكلمة الجميلة.
+ وجيحزي تلميذ أليشع النبي نال عقوبة قاسية لأنه لم يعترف بهذه الكلمة (راجع 2مل5: 25).
+ أما فرعون فقالها من فمه فقط، وليس من قلبه (خر10: 16)، فلم تدل على توبة حقيقية بل عاد بعدها إلى نفس أخطائه.
+ وكذلك شاول ملك إسرائيل (1صم15: 24) قالها بدون فائدة.
+ ويهوذا نطقها بدون رجاء فمضى وشنق نفسه (مت27: 4-5).
+ وعَخَان بن كرمي قالها بعد فوات الأوان (يش7: 20).
دعونا الآن نسبق ونأخذ نصيبنا في صفح الله وغفرانه، عندما أقف أمام أبي الكاهن وأعترف قائلاً: "أخطأت". لتكن كلمة "أخطأت" دائمًا في أفواهنا، فنكون سريعي الاعتذار لله والناس، ونفرّح قلوب الناس والملائكة والله نفسه بهذه الكلمة الجميلة.
(5) الخطية موت والتوبة حياة من موت:
"ابني هذا كان مَيتًا فعاشَ، وكان ضالاً فوُجِد" (لو15: 24).. إن الخطية هي انفصال عن الله الحي المحي الذي هو ينبوع حياتنا، وبالتالي فالخاطئ مائت حتى ولو كان منظره حيًا، كما قيل: "أن لكَ اسمًا أنكَ حَي وأنتَ ميت" (رؤ3: 1)، وعندما نعود إلى الله تدب فينا الحياة مرة أخرى، ونعود إلى طبيعتنا الأولى "لأننا به نَحيا ونَتحَرك ونوجَد" (أع17: 28)، أو كما قال معلمنا بولس الرسول: " ليَ الحياة هي المسيح" (في1: 21)، "مع المسيح صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياهُ الآن في الجسد، فإنما أحياهُ في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي" (غل2: 20).
ربي يسوع القدوس أنت دعوتني إلى التوبة...
ولكنني ضعيف حتى عن أن أتوب،
فأرجوك "توبني فأتوب، لأنكَ أنتَ الرب إلهي" (إر31: 18).
علمني أن أصنع توبة "لأن الأجنة قد دنت إلى المولد ولا قوة للولادة" (2مل19: 3)،
ليس لي قوة يا سيدي أن أنهض لأتوب..
فتعال والمسني فأحيا وأخلص بك.. لك كل المجد.





 























 

السيد المسيح يشهد للعهد القديم

 

 
رابعًا: شهادة السيد المسيح للناموس والأنبياء

(1) "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمَنْ نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلَّم الناس هكذا، يُدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما مَنْ عمل وعلَّم، فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات" (مت5: 17-19)
(2) "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء" (مت7: 12).
(3) "يا معلم، أية وصية هي العظمى في الناموس؟ فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء" (مت22: 36-40).
(4) "فقال له يسوع: انظر أن لا تقول لأحد. بل اذهب أرِ نفسك للكاهن، وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم" (مت8: 4).
(5) "فإني الحق أقول لكم: إن أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا" (مت13: 17).
(6) "إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا" (مت19: 17).
(7) "فأجاب يسوع وقال لهم: تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله" (مت22: 29).
(8) "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين، وتقولون: لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء" (مت23: 29-31).
(9) "يا أورشليم، يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا" (مت23: 37).
(10) "وأما هذا كله فقد كان لكي تُكمَّل كتب الأنبياء" (مت26: 56).
(11) "فقال له: ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ؟" (لو10: 26).
(12) "فقال له: بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا" (لو10: 28).
(13) "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا. ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله، وكل واحد يغتصب نفسه إليه" (لو16: 16).
(14) "إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحد من الأموات يُصدقون" (لو16: 31).
(15) "فنظر وقال لهم: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة. وفيما هم منطلقون طهروا" (لو17: 14).
(16) "فقال لهما: أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء! أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟ ثم ابتدأ من موسى وجميع الأنبياء يُفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو24: 25-27).
(17) "فقال بعضهما لبعض: ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يُكلمنا في الطريق ويُوضح لنا الكتب؟" (لو24: 32).
(18) "هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم: أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم: هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو24: 44-46).
(19) "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كَتَبَ عني. فإن كنتم لستم تصدقون كُتُبَ ذاك، فكيف تصدقون كلامي؟" (يو5: 46، 47).
(20) "أليس موسى قد أعطاكم الناموس؟ وليس أحد منكم يعمل الناموس!" (يو7: 19).
(21) "وأيضًا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق" (يو8: 17).
(22) "أليس مكتوبًا في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة؟ إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن يُنقض المكتوب" (يو10: 34، 35).

خلِّصنا يا ابن داود


بادرني محدثي .. هل خلُصت يا أخ؟
فأجبته: "إنَّنا بالرَّجاءِ خَلَصنا.
ولكن الرَّجاءَ المَنظورَ ليس رَجاءً،
لأنَّ ما يَنظُرُهُ أحَدٌ كيفَ يَرجوهُ أيضًا؟
ولكن إنْ كُنّا نَرجو ما لسنا نَنظُرُهُ فإنَّنا نتوَقَّعُهُ بالصَّبرِ"
(رو 24:8-25).

فنحن "بنِعمَةِ الرَّب يَسوعَ المَسيحِ نؤمِنُ أنْ نَخلُصَ" (أع 11:15).

نخلُص بأن ننال ميراثًا "لا يَفنَى ولا يتدَنَّسُ ولا يَضمَحِلُّ،
مَحفوظٌ في السماواتِ" (1بط 4:1).

لذلك قال ربنا يسوع المسيح: "الذي يَصبِرُ إلَى المُنتَهَى
فهذا يَخلُصُ" (مت 22:10).

دعني يا ربي يسوع أن أستمر إلى النهاية في طريق الخلاص ..

فأنت مُخلِّصي وحدك ..
لأنه "ليس بأحَدٍ غَيرِهِ الخَلاصُ" (أع 12:4).

ومع ذلك طالبتني بأن أجاهد لأخلُص ..

"فإنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نَفسَهُ يُهلِكُها، ومَنْ يُهلِكُ نَفسَهُ
مِنْ أجلي، ومِنْ أجلِ الإنجيلِ فهو يُخَلِّصُها" (مر 35:8).

حقًا لقد خلَّصتني بالمعمودية المُقدَّسة ..

"لا بأعمالٍ في بر عَمِلناها نَحنُ،
بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ - خَلَّصَنا
بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتجديدِ الرّوحِ القُدُسِ" (تي 5:3).

"مَنْ آمَنَ واعتَمَدَ خَلَصَ، ومَنْ لم يؤمِنْ يُدَنْ" (مر 16:16).

"الذي مِثالُهُ يُخَلِّصُنا نَحنُ الآنَ، أيِ المَعموديَّةُ.
لا إزالَةُ وسخِ الجَسَدِ، بل سؤالُ ضَميرٍ صالِحٍ عن اللهِ،
بقيامَةِ يَسوعَ المَسيحِ" (1بط 21:3).

ولكني أحتاج أن تُخلِّصني بالتمام، وأنت وحدك قادر ..

"فمِنْ ثَمَّ يَقدِرُ أنْ يُخَلِّصَ أيضًا إلَى التَّمامِ الذينَ يتقَدَّمونَ بهِ
إلَى اللهِ، إذ هو حَيٌّ في كُل حينٍ ليَشفَعَ فيهِمْ" (عب 25:7).

حقًا يا ربي يسوع إن الإيمان وحده غير كافِ للخلاص،

إذ قال مُعلِّمنا بولس:
"هذا وإنَّكُمْ عارِفونَ الوَقتَ، أنَّها الآنَ ساعَةٌ لنَستَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ،
فإنَّ خَلاصَنا الآنَ أقرَبُ مِمّا كانَ حينَ آمَنّا" (رو 11:13).

"لأنَّهُ يقولُ: في وقتٍ مَقبولٍ سمِعتُكَ، وفي يومِ خَلاصٍ أعَنتُكَ.
هوذا الآنَ وقتٌ مَقبولٌ. هوذا الآنَ يومُ خَلاصٍ" (2كو 2:6).

دعني أغتنم الفرصة، وأحسب أن اليوم يوم خلاصي،

وأتممه حسب قول رسولك العظيم:
"تمموا خَلاصَكُمْ بخَوْفٍ ورِعدَةٍ" (في 12:2).

"لأنَّ اللهَ لم يَجعَلنا للغَضَبِ، بل لاقتِناءِ الخَلاصِ
برَبنا يَسوعَ المَسيحِ" (1تس 9:5).

عجيب هو مُعلِّمي بولس الذي قال: "لأجلِ ذلكَ أنا أصبِرُ علَى
كُل شَيءٍ لأجلِ المُختارينَ، لكَيْ يَحصُلوا هُم أيضًا علَى الخَلاصِ
الذي في المَسيحِ يَسوعَ، مع مَجدٍ أبدي" (2تي 10:2).

إن دور الخادم أن يصبر في آلام الخدمة، حتى يَخلُص المختارون ..

"فكيفَ نَنجو نَحنُ إنْ أهمَلنا خَلاصًا هذا مِقدارُهُ؟
قد ابتَدأَ الرَّبُّ بالتَّكلُّمِ بهِ،
ثُمَّ تثَبَّتَ لنا مِنَ الذينَ سمِعوا" (عب 3:2).

دعني يا سيدي أخلُص بك،

ويكون لي نصيب في هذه الآية المُقدَّسة:

"وتمشي شُعوبُ المُخَلَّصينَ بنورِها،
ومُلوكُ الأرضِ يَجيئونَ بمَجدِهِمْ وكرامَتِهِمْ إليها"
(رؤ 24:21).

السبت، 5 يوليو 2014

من أجل حياة العالم



ذبائح الآباء

كان المذبح ملازمًا للآباء لإيمانهم بقيمة دم الفادي .. فنرى أبانا إسحق يبني مذبحًا.. "فبَنَى هناكَ مَذبَحًا ودَعا باسمِ الرَّب" (تك26: 25).. وكذلك يعقوب أبو الآباء.. "وأقامَ هناكَ مَذبَحًا ودَعاهُ "إيلَ إلهَ إسرائيلَ" (تك33: 20).

موسى والذبيحة
لقد تنظمت الذبائح فى عصر موسى النبي - بحسب ترتيب الله الذى أعلنه لموسى على الجبل ..
وصار هناك أنواع من الذبائح الدموية (المحرقة، الخطية، الإثم، السلامة)، وشروط في اختيار الذبيحة، وطريقة خاصة للذبح والإيقاد.
وصار هناك سبط خاص بالذبيحة هو سبط لاوي، وكهنة متخصصون هم بنو هارون، ومواسم خاصة تقدّم فيها ذبائح من نوعيات خاصة .. بالإضافة إلى الذبائح اليومية نهارًا ومساءً.. الفصح، ويوم الكفارة العظيم.
وصار هناك مكان مخصوص للذبائح وهو خيمة الاجتماع، ثم هيكل أورشليم.. وكذلك مذبح مخصوص للمحرقة وآخر للبخور.
بل لقد كانت العلة التي أراد موسى النبي أن يخرج بها الشعب من أرض مصر، هي أن يقدموا ذبيحة لإلههم .. "الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ التَقانا، فالآنَ نَمضي سفَرَ ثَلاثَةِ أيّامٍ في البَرّيَّةِ ونَذبَحُ للرَّب إلهِنا" (خر3: 18).
وكان خروجهم من مصر مرهونًا بذبح خروف الفصح .. "مُسّوا العَتَبَةَ العُليا والقائمَتَينِ بالدَّمِ... فحينَ يَرَى الدَّمَ علَى العَتَبَةِ العُليا والقائمَتَينِ يَعبُرُ الرَّبُّ عن البابِ ولا يَدَعُ المُهلِكَ يَدخُلُ بُيوتكُمْ ليَضرِبَ" (خر12: 12-23).
وكان فعلاً عند خروجهم من مصر، أنهم أقاموا الذبيحة والمذبح .. "فبَنَى موسَى مَذبَحًا ودَعا اسمَهُ "يَهوهْ نِسّي" (خر17: 15).
التدشين بالدم
وعند تدشين خيمة الاجتماع والمذبح وكل أدوات الخيمة.. كان الدم هو وسيلة التقديس والتدشين .. "فأخَذَ موسَى نِصفَ الدَّمِ ووَضَعَهُ في الطُّسوسِ. ونِصفَ الدَّمِ رَشَّهُ علَى المَذبَحِ... وأخَذَ موسَى الدَّمَ ورَشَّ علَى الشَّعبِ وقالَ:"هوذا دَمُ العَهدِ الذي قَطَعَهُ الرَّبُّ معكُمْ" (خر24: 6، 8).
حتى تكريس هارون والكهنة كان أيضًا بالدم .. "وتأخُذُ مِنَ الدَّمِ الذي علَى المَذبَحِ ومِنْ دُهنِ المَسحَةِ، وتنضِحُ علَى هارونَ وثيابِهِ، وعلَى بَنيهِ وثيابِ بَنيهِ معهُ، فيَتَقَدَّسُ هو وثيابُهُ وبَنوهُ وثيابُ بَنيهِ معهُ" (خر29: 21).
w ويُعلق مُعلِّمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين على هذا التدشين بقوله:
"لأنَّهُ إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتُيوسٍ ورَمادُ عِجلَةٍ مَرشوشٌ علَى المُنَجَّسينَ، يُقَدّسُ إلَى طَهارَةِ الجَسَدِ، فكمْ بالحَري يكونُ دَمُ المَسيحِ، الذي بروحٍ أزَلي قَدَّمَ نَفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ... فمِنْ ثَمَّ الأوَّلُ أيضًا (العهد القديم) لم يُكَرَّسْ بلا دَمٍ، لأنَّ موسَى بَعدَما كلَّمَ جميعَ الشَّعبِ بكُل وصيَّةٍ بحَسَبِ النّاموسِ، أخَذَ دَمَ العُجولِ والتُّيوسِ، مع ماءٍ وصوفًا قِرمِزيًّا (لون الدم) وزوفا، ورَشَّ الكِتابَ نَفسَهُ وجميعَ الشَّعبِ، قائلاً: "هذا هو دَمُ العَهدِ الذي أوصاكُمُ اللهُ بهِ". والمَسكَنَ أيضًا وجميعَ آنيَةِ الخِدمَةِ رَشَّها كذلكَ بالدَّمِ. وكُلُّ شَيءٍ تقريبًا يتطَهَّرُ حَسَبَ النّاموسِ بالدَّمِ، وبدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ!" (عب9: 13-22).
ما بعد موسى
بالطبع استمر بنو إسرائيل يقدمون ذبائح للرب الإله ... وإن كانوا - فى بعض فترات تاريخهم - كانوا ينحرفون عن عبادة الله ويذبحون لآلهة الأمم .. "فعَمِلوا عِجلاً في تِلكَ الأيّامِ وأصعَدوا ذَبيحَةً للصَّنَمِ، وفَرِحوا بأعمالِ أيديهِمْ" (أع7: 41).
حتى سليمان الحكيم نفسه زاغ وراء آلهة غريبة .. "وأحَبَّ المَلِكُ سُلَيمانُ نِساءً غَريبَةً كثيرَةً مع بنتِ فِرعَوْنَ: موآبيّاتٍ وعَمّونيّاتٍ وأدوميّاتٍ وصيدونيّاتٍ وحِثيّاتٍ، مِنَ الأُمَمِ الذينَ قالَ عنهُمُ الرَّبُّ لبَني إسرائيلَ: "لا تدخُلونَ إليهِمْ وهُم لا يَدخُلونَ إلَيكُمْ، لأنَّهُمْ يُميلونَ قُلوبَكُمْ وراءَ آلِهَتِهِمْ". فالتَصَقَ سُلَيمانُ بهؤُلاءِ بالمَحَبَّةِ. وكانَتْ لهُ سبعُ مِئَةٍ مِنَ النساءِ السَّيداتِ، وثَلاثُ مِئَةٍ مِنَ السَّراري، فأمالَتْ نِساؤُهُ قَلبَهُ. وكانَ في زَمانِ شَيخوخَةِ سُلَيمانَ أنَّ نِساءَهُ أمَلنَ قَلبَهُ وراءَ آلِهَةٍ أُخرَى، ولم يَكُنْ قَلبُهُ كامِلاً مع الرَّب إلهِهِ كقَلبِ داوُدَ أبيهِ. فذَهَبَ سُلَيمانُ وراءَ عَشتورَثَ إلهَةِ الصيدونيينَ، ومَلكومَ رِجسِ العَمّونيينَ. وعَمِلَ سُلَيمانُ الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّب، ولم يتبَعِ الرَّبَّ تمامًا كداوُدَ أبيهِ. حينَئذٍ بَنَى سُلَيمانُ مُرتَفَعَةً لكَموشَ رِجسِ الموآبيينَ علَى الجَبَلِ الذي تُجاهَ أورُشَليمَ، ولمولكَ رِجسِ بَني عَمّونَ. وهكذا فعَلَ لجميعِ نِسائهِ الغَريباتِ اللَّواتي كُنَّ يوقِدنَ ويَذبَحنَ لآلهَتِهِنَّ" (1مل11: 1-8).
ولكن الأخطر من هذا .. أنه حتى الذين كانوا يعبدون الرب.. كثيرًا ما عبدوه بقلب زائغ وهدف منحرف .. لذلك انبرى الأنبياء يوبخون الشعب .. فالعبادة ليست فقط تقديم ذبائح دون خوف الله.. العبادة هى الرحمة والمحبة والحق .. "إنّي أُريدُ رَحمَةً لا ذَبيحَةً، ومَعرِفَةَ اللهِ أكثَرَ مِنْ مُحرَقاتٍ" (هو6: 6).
لم يكن الأنبياء يقصدون إلغاء الذبيحة، بل تصحيح المفاهيم، كان قد فقد الكهنة هيبة الذبيحة، وزاغت منهم معاني الفداء.
ولديك نموذج سيء هو بنو عالى الكاهن الذين "لم يَعرِفوا الرَّبَّ ولا حَقَّ الكهنةِ مِنَ الشَّعبِ. كُلَّما ذَبَحَ رَجُلٌ ذَبيحَةً يَجيءُ غُلامُ الكاهِنِ عِندَ طَبخِ اللَّحمِ، ومِنشالٌ ذو ثَلاثَةِ أسنانٍ بيَدِهِ، فيَضرِبُ في المِرحَضَةِ أو المِرجَلِ أو المِقلَى أو القِدرِ. كُلُّ ما يَصعَدُ بهِ المِنشَلُ يأخُذُهُ الكاهِنُ لنَفسِهِ. هكذا كانوا يَفعَلونَ بجميعِ إسرائيلَ الآتينَ إلَى هناكَ في شيلوهَ. كذلكَ قَبلَ ما يُحرِقونَ الشَّحمَ يأتي غُلامُ الكاهِنِ ويقولُ للرَّجُلِ الذّابحِِ: "أعطِ لَحمًا ليُشوَى للكاهِنِ، فإنَّهُ لا يأخُذُ مِنكَ لَحمًا مَطبوخًا بل نيئًا". فيقولُ لهُ الرَّجُلُ: "ليُحرِقوا أوَّلاً الشَّحمَ، ثُمَّ خُذْ ما تشتَهيهِ نَفسُكَ". فيقولُ لهُ: "لا، بل الآنَ تُعطي وإلا فآخُذُ غَصبًا". فكانَتْ خَطيَّةُ الغِلمانِ عظيمَةً جِدًّا أمامَ الرَّب، لأنَّ الناسَ استَهانوا بتقدِمَةِ الرَّب" (1صم2: 12-17).
هوشع النبي ما كان بنبوته يلغي الذبيحة الدموية، ولكنه يكشف لنا عن التدهور الحاصل في روحانية الناس، وإدراكهم لمعنى الفداء الكائن في الذبيحة.
وهذا أيضًا يعلن لنا عدم كفاية الذبائح الحيوانية، ويعلن انتظار البشرية للفادي الحقيقي.. "بذَبيحَةٍ وتقدِمَةٍ لم تُسَرّ َ... مُحرَقَةً وذَبيحَةَ خَطيَّةٍ لم تطلُبْ. حينَئذٍ قُلتُ: "هأنذا جِئتُ" (مز40: 6-7).
"اِسمَعْ يا شَعبي فأتكلَّمَ. يا إسرائيلُ، فأشهَدَ علَيكَ: اللهُ إلهُكَ أنا. لا علَى ذَبائحِكَ أوَبّخُكَ، فإنَّ مُحرَقاتِكَ هي دائمًا قُدّامي. لا آخُذُ مِنْ بَيتِكَ ثَوْرًا، ولا مِنْ حَظائرِكَ أعتِدَةً. لأنَّ لي حَيَوانَ الوَعرِ والبَهائمَ علَى الجِبالِ الأُلوفِ. قد عَلِمتُ كُلَّ طُيورِ الجِبالِ، ووُحوشُ البَرّيَّةِ عِندي. إنْ جُعتُ فلا أقولُ لكَ، لأنَّ لي المَسكونَةَ ومِلأها. هل آكُلُ لَحمَ الثّيرانِ، أو أشرَبُ دَمَ التُّيوسِ؟ اِذبَحْ للهِ حَمدًا، وأوفِ العَليَّ نُذورَكَ" (مز50: 7-14).
إن الذبيحة المجردة من المعنى الروحي،
ومن التقوى، ومن روح الصلاة، هي بلا قيمة وغير مقبولة.
وعلى أي الأحوال ..
ما كانت الأمور تستقيم إلاَّ بذبيحة السيد المسيح.
إن السيد المسيح هو غاية العهد القديم .. وهو المعنى والقوة والتحقيق لكل ذبيحة ذبحت لله في العهد القديم. وبدون ذبيحة الصليب، يصير ما حدث في العهد القديم غير مفهوم وبلا معنى.

بطرس الرسول

من أجمل شخصيات الكتاب المُقدَّس شخصية مُعلِّمنا وأبينا بطرس الرسول .. تعالوا نرى جوانب شخصيته الجميلة:
(1) كان موطنه الأصلي بيت صيدا، وفى هذه البلدة الصغيرة عاش مجموعة من الشباب يفكرون ويبحثون عن المسيا .. متى، وأين، وكيف سيأتي؟ وهل سنعرفه حينما يظهر ويتكلّم مع الناس؟
كان بطرس واحدًا من هؤلاء، وكان معه أيضًا أخوه أندراوس وأصدقاؤهما فيلبس ونثنائيل .. وغيرهما الذين صاروا جميعًا فيما بعد أول تلاميذ للرب يسوع.
(اندراوس) هذا وجد أولاً أخاه سمعان، فقال له: "قد وجَدنا مَسيّا الذي تفسيرُهُ: المَسيحُ" (يو1: 41). "وكانَ فيلُبُّسُ مِنْ بَيتِ صَيدا، مِنْ مدينةِ أندَراوُسَ وبُطرُسَ. فيلُبُّسُ وجَدَ نَثَنائيلَ وقالَ لهُ: وجَدنا الذي كتَبَ عنهُ موسَى في النّاموسِ والأنبياءُ يَسوعَ ابنَ يوسُفَ الذي مِنَ النّاصِرَةِ" (يو1: 44 -45).
ترى ما هو حديثي مع أصدقائي؟ وما هو الموضوع الذي يشغل بالي ونتناقش فيه كلما تقابلنا؟
إن مَنْ يهتم بالمسيح يظهر له المسيح في حياته، ويُعرِّفه بذاته، ويعمل معه صداقة ويصير معه أصحاب.
(2) كان بطرس واحدًا من مجموعة قريبة جدًّا للسيد المسيح، وهم "بطرس ويوحنا ويعقوب".
w في إقامة ابنة يايرس .. "ولم يَدَعْ أحَدًا يتبَعُهُ إلا بُطرُسَ ويعقوبَ، ويوحَنا أخا يعقوبَ" (مر5: 37).
w في التجلي .. "وبَعدَ سِتَّةِ أيّامٍ أخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنا أخاهُ وصَعِدَ بهِمْ إلَى جَبَلٍ عالٍ مُنفَرِدينَ" (مت17: 1).
w في بستان جثسيماني .. "ثُمَّ أخَذَ معهُ بُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنا، وابتَدأَ يَدهَشُ ويَكتَئبُ" (مر14: 33).
واشترك معهم أندراوس في سؤالهم عن المجيء الثاني .. "وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تُجاهَ الهيكلِ، سألهُ بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ علَى انفِرادٍ" (مر13: 3).
ترى ما هي علاقتي مع المسيح؟ هل هو غريب عني؟ هل أنا مجرد فرد في وسط جمهور من الناس؟ أم أنني أتمتع بعلاقة خاصة جدًّا ومتميزة معه، وهناك حب فائق يربط قلبي الصغير بقلبه الكبير؟
(3) معرفة بطرس بالسيد المسيح أعطت بركة لمنزل بطرس، لأن السيد المسيح شفى حماته المريضة .. "ولَمّا جاءَ يَسوعُ إلَى بَيتِ بُطرُسَ، رأَى حَماتَهُ مَطروحَةً ومَحمومَةً، فلَمَسَ يَدَها فترَكَتها الحُمَّى، فقامَتْ وخَدَمَتهُمْ" (مت8: 14-15).
وأنت لك زمانًا هذا مدته تعرف المسيح .. هل أثّر ذلك على بيتك وتبارك أهلك بسبب صداقتك مع المسيح؟
أنا لا أقصد شفاء الجسد فقط بل الأهم هو شفاء النفوس .. دعونا نصلى من أجل أسرنا أن تعرف المسيح وتشفى من ضعفاتها.
(4) كان بطرس هو أول من اعتراف بألوهية السيد المسيح .. "فأجابَ سِمعانُ بُطرُسُ وقالَ: أنتَ هو المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ!" (مت16: 16).
وقد مدحه السيد المسيح على هذا الاعتراف الحسن قائلاً: "فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: طوبَى لكَ يا سِمعانُ بنَ يونا، إنَّ لَحمًا ودَمًا لم يُعلِنْ لكَ، لكن أبي الذي في السماواتِ. وأنا أقولُ لكَ أيضًا: أنتَ بُطرُسُ، وعلَى هذِهِ الصَّخرَةِ أبني كنيسَتي، وأبوابُ الجَحيمِ لن تقوَى علَيها" (مت16: 17- 18).
ونحن أيضًا يجب أن نعرف إيماننا ونتمسك به، ولا نعطي فرصة للشيطان أن يسرقه منَّا.
(5) بالرغم من عظمة محبة بطرس للسيد المسيح لكنه أخطأ عدة مرات، وقد سامحه الرب يسوع من أجل المحبة والتوبة.
فمثلاً:
w عندما أمره المسيح أن يمشى على الماء شك فابتدأ يغرق .. (راجع مت14: 27- 32).
w وعندما أخبرهم السيد المسيح عن آلامه وصليبه.. "فأخَذَهُ بُطرُسُ إليهِ وابتَدأَ يَنتَهِرُهُ قائلاً: حاشاكَ يارَبُّ! لا يكونُ لكَ هذا! فالتَفَتَ وقالَ لبُطرُسَ: اذهَبْ عَني يا شَيطانُ! أنتَ مَعثَرَةٌ لي، لأنَّكَ لا تهتَمُّ بما للهِ لكن بما للنّاسِ" (مت16: 22-23).
w وكلنا يعرف الغلطة الكبيرة التي سقط فيها بطرس عندما أنكر السيد المسيح ليلة آلامه بالرغم أنه أكّد قبلها على محبته للمسيح .. "فأجابَ بُطرُسُ وقالَ لهُ: وإنْ شَكَّ فيكَ الجميعُ فأنا لا أشُكُّ أبدًا" (مت26: 33). "قالَ لهُ بُطرُسُ: "ولو اضطُرِرتُ أنْ أموتَ معكَ لا أُنكِرُكَ!". هكذا قالَ أيضًا جميعُ التلاميذِ" (مت26: 35).
لكن ما أجمل توبة بطرس .. "فتَذَكَّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ الذي قالَ لهُ: "إنَّكَ قَبلَ أنْ يَصيحَ الديكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّاتٍ". فخرجَ إلَى خارِجٍ وبَكَى بُكاءً مُرًّا" (مت26: 75).
وقد رفض بطرس أن يغسل المسيح قدميه، ولكنه عاد وقبل عندما فهم قصد المُخِّلص .. "فجاءَ إلَى سِمعانَ بُطرُسَ. فقالَ لهُ ذاكَ: يا سيدُ، أنتَ تغسِلُ رِجلَيَّ!" (يو13: 6). "قالَ لهُ بُطرُسُ: "لن تغسِلَ رِجلَيَّ أبدًا!". أجابَهُ يَسوعُ: إنْ كُنتُ لا أغسِلُكَ فليس لكَ مَعي نَصيبٌ. قالَ لهُ سِمعانُ بُطرُسُ: يا سيدُ، ليس رِجلَيَّ فقط بل أيضًا يَدَيَّ ورأسي" (يو13: 8-9).
ونام بطرس والتلاميذ، بينما كان السيد المسيح جاثيًا يُصلى ليلة آلامه، فعاتبه السيد المسيح .. "ثُمَّ جاءَ ووَجَدَهُمْ نيامًا، فقالَ لبُطرُسَ: يا سِمعانُ، أنتَ نائمٌ! أما قَدَرتَ أنْ تسهَرَ ساعَةً واحِدَةً؟" (مر14: 37).
وانفعل بطرس واستخدم السيف .. "ثُمَّ إنَّ سِمعانَ بُطرُسَ كانَ معهُ سيفٌ، فاستَلَّهُ وضَرَبَ عَبدَ رَئيسِ الكهنةِ، فقَطَعَ أُذنَهُ اليُمنَى. وكانَ اسمُ العَبدِ مَلخُسَ" (يو18: 10).
وبعد قيامة المُخلِّص عاد بطرس إلى صيد السمك غير مدرك أن هناك رسالة ضخمة سيتولاها مع زملائه التلاميذ .. "قالَ لهُمْ سِمعانُ بُطرُسُ: "أنا أذهَبُ لأتَصَيَّدَ". قالوا لهُ: "نَذهَبُ نَحنُ أيضًا معكَ". فخرجوا ودَخَلوا السَّفينَةَ للوقتِ. وفي تِلكَ اللَّيلَةِ لم يُمسِكوا شَيئًا" (يو21: 3).
هذه الأخطاء تُعلِّمنا ألاَّ نيأس من أنفسنا .. بل علينا أن نقوم من سقطاتنا ونواصل المسيرة الروحية قائلين: "لا تشمَتي بي يا عَدوَّتي، إذا سقَطتُ أقومُ. إذا جَلستُ في الظُّلمَةِ فالرَّبُّ نورٌ لي" (مي7: 8)"

كيف نثبت لمخدومينا ألوهية السيد المسيح؟



(1) السيد المسيح كائن منذ الأزل قبل أن يولد من العذراء مريم

+ "قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ" (يو8: 58).
+ "أنا يَسوعُ.... أصلُ وذُريَّةُ داوُد" (رؤ22: 16).
+ "هوذا قد غَلَبَ الأسَدُ الذي مِنْ سِبطِ يَهوذا، أصلُ داوُدَ" (رؤ5: 5).
+ "الآنَ مَجدني أنتَ أيُّها الآبُ عِندَ ذاتِكَ بالمَجدِ الذي كانَ لي عِندَكَ قَبلَ كونِ العالَمِ" (يو17: 5).
+ "أيُّها الآبُ أُريدُ أنَّ هؤُلاءِ الذينَ أعطَيتَني يكونونَ مَعي حَيثُ أكونُ أنا، ليَنظُروا مَجدي الذي أعطَيتَني، لأنَّكَ أحبَبتَني قَبلَ إنشاءِ العالَمِ" (يو17: 24).
+ "أمّا أنتِ يا بَيتَ لَحمَِ أفراتَةَ، وأنتِ صَغيرَةٌ أنْ تكوني بَينَ أُلوفِ يَهوذا، فمِنكِ يَخرُجُ لي الذي يكونُ مُتَسَلطًا علَى إسرائيلَ، ومَخارِجُهُ منذُ القَديمِ، منذُ أيّامِ الأزَلِ" (مي5: 2).
+ "يَسوعُ المَسيحُ هو هو أمسًا واليومَ وإلَى الأبدِ" (عب13: 8).

(2) اسمه الابن لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور

+ "اللهُ لم يَرَهُ أحَدٌ قَطُّ. الاِبنُ الوَحيدُ الذي هو في حِضنِ الآبِ هو خَبَّرَ" (يو1: 18).
+ "لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ" (يو3: 16).
+ "الذي يؤمِنُ بهِ لا يُدانُ، والذي لا يؤمِنُ قد دينَ، لأنَّهُ لم يؤمِنْ باسمِ ابنِ اللهِ الوَحيدِ" (يو3: 18).
+ "بهذا أُظهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فينا: أنَّ اللهَ قد أرسَلَ ابنَهُ الوَحيدَ إلَى العالَمِ لكَيْ نَحيا بهِ" (1يو4: 9).
+ "والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا، ورأينا مَجدَهُ، مَجدًا كما لوَحيدٍ مِنَ الآبِ، مَملوءًا نِعمَةً وحَقًّا" (يو1: 14).

(3) الابن مساو للآب في الجوهر والكرامة

+ "الذي رَآني فقد رأَى الآبَ" (يو14: 9).
+ "فمِنْ أجلِ هذا كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ أكثَرَ أنْ يَقتُلوهُ، لأنَّهُ لم يَنقُضِ السَّبتَ فقط، بل قالَ أيضًا إنَّ اللهَ أبوهُ، مُعادِلاً نَفسَهُ باللهِ" (يو5: 18).
+ "لسنا نَرجُمُكَ لأجلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بل لأجلِ تجديفٍ، فإنَّكَ وأنتَ إنسانٌ تجعَلُ نَفسَكَ إلهًا" (يو10: 33).
+ "وحَسَبَ ناموسِنا يَجِبُ أنْ يَموتَ، لأنَّهُ جَعَلَ نَفسَهُ ابنَ اللهِ" (يو19: 7).

(4) السيد المسيح شهد عن نفسه أنه هو الله

+ "ليس كُلُّ مَنْ يقولُ لي: يارَبُّ، يارَبُّ! يَدخُلُ ملكوتَ السماواتِ. بل الذي يَفعَلُ إرادَةَ أبي الذي في السماواتِ" (مت7: 21).
+ "ولماذا تدعونَني: يارَبُّ، يارَبُّ، وأنتُمْ لا تفعَلونَ ما أقولُهُ؟" (لو6: 46).
+ "كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يارَبُّ، يارَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرحُ لهُمْ: إني لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَني يافاعِلي الإثمِ!" (مت7: 22-23).
+ "أجابَ توما وقالَ لهُ: رَبي وإلهي!. قالَ لهُ يَسوعُ: لأنَّكَ رأيتَني يا توما آمَنتَ! طوبَى للذينَ آمَنوا ولم يَرَوْا" (يو20: 28-29).
+ "وإنْ قالَ لكُما أحَدٌ: لماذا تفعَلانِ هذا؟ فقولا: الرَّبُّ مُحتاجٌ إليهِ" (مر11: 3).

(5) السيد المسيح يملأ الوجود

+ "لأنَّهُ حَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أو ثَلاثَةٌ باسمي فهناكَ أكونُ في وسطِهِمْ" (مت18: 20).
+ "ها أنا معكُمْ كُلَّ الأيّامِ إلَى انقِضاءِ الدَّهرِ" (مت28: 20).
+ "وليس أحَدٌ صَعِدَ إلَى السماءِ إلا الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ، ابنُ الإنسانِ الذي هو في السماءِ" (يو3: 13).
+ "أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: إنْ أحَبَّني أحَدٌ يَحفَظْ كلامي، ويُحِبُّهُ أبي، وإليهِ نأتي، وعِندَهُ نَصنَعُ مَنزِلاً" (يو14: 23).
+ "مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ (غل2: 20).
+ "هأنذا واقِفٌ علَى البابِ وأقرَعُ. إنْ سمِعَ أحَدٌ صوتي وفَتَحَ البابَ، أدخُلُ إليهِ وأتَعَشَّى معهُ وهو مَعي" (رؤ3: 20)
(6) السيد المسيح تجسد في ملء الزمان ليُخلِّصنا

+ "في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ" (يو1: 1).
+ "والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا" (يو1: 14).
+ "أنا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ" (يو6: 41).
+ "خرجتُ مِنْ عِندِ الآبِ، وقد أتيتُ إلَى العالَمِ، وأيضًا أترُكُ العالَمَ وأذهَبُ إلَى الآبِ" (يو16: 28).
+ "لكنهُ أخلَى نَفسَهُ، آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائرًا في شِبهِ الناسِ" (في2: 7).

(7) معجزات السيد المسيح برهان على لاهوته

1- إقامة الموتى:
+ ابنة يايرس: (مت9: 18-26) – (مر5: 21-43) – (لو8: 40-56).
+ ابن أرملة نايين: (لو7: 11-17).
+ إقامة لعازر: (يو11: 1-44).

2- إشباع الجموع: (مت14: 13-21) – (مت15: 29-39) – (مر6: 30-44) – (مر8: 1-9) – (لو9: 10-17) – (يو6: 1-15).
3- تحويل الماء إلى خمر: (يو2: 1-11).
4- شفاء المولود أعمى: (يو9: 1-34).
5- تهدئة البحر والأمواج: (مت8: 23-27) – (مر4: 35-41) – (لو8: 22-25).
6- إخراج الشياطين وشفاء الأمراض.