السبت، 5 يوليو 2014

بطرس الرسول

من أجمل شخصيات الكتاب المُقدَّس شخصية مُعلِّمنا وأبينا بطرس الرسول .. تعالوا نرى جوانب شخصيته الجميلة:
(1) كان موطنه الأصلي بيت صيدا، وفى هذه البلدة الصغيرة عاش مجموعة من الشباب يفكرون ويبحثون عن المسيا .. متى، وأين، وكيف سيأتي؟ وهل سنعرفه حينما يظهر ويتكلّم مع الناس؟
كان بطرس واحدًا من هؤلاء، وكان معه أيضًا أخوه أندراوس وأصدقاؤهما فيلبس ونثنائيل .. وغيرهما الذين صاروا جميعًا فيما بعد أول تلاميذ للرب يسوع.
(اندراوس) هذا وجد أولاً أخاه سمعان، فقال له: "قد وجَدنا مَسيّا الذي تفسيرُهُ: المَسيحُ" (يو1: 41). "وكانَ فيلُبُّسُ مِنْ بَيتِ صَيدا، مِنْ مدينةِ أندَراوُسَ وبُطرُسَ. فيلُبُّسُ وجَدَ نَثَنائيلَ وقالَ لهُ: وجَدنا الذي كتَبَ عنهُ موسَى في النّاموسِ والأنبياءُ يَسوعَ ابنَ يوسُفَ الذي مِنَ النّاصِرَةِ" (يو1: 44 -45).
ترى ما هو حديثي مع أصدقائي؟ وما هو الموضوع الذي يشغل بالي ونتناقش فيه كلما تقابلنا؟
إن مَنْ يهتم بالمسيح يظهر له المسيح في حياته، ويُعرِّفه بذاته، ويعمل معه صداقة ويصير معه أصحاب.
(2) كان بطرس واحدًا من مجموعة قريبة جدًّا للسيد المسيح، وهم "بطرس ويوحنا ويعقوب".
w في إقامة ابنة يايرس .. "ولم يَدَعْ أحَدًا يتبَعُهُ إلا بُطرُسَ ويعقوبَ، ويوحَنا أخا يعقوبَ" (مر5: 37).
w في التجلي .. "وبَعدَ سِتَّةِ أيّامٍ أخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنا أخاهُ وصَعِدَ بهِمْ إلَى جَبَلٍ عالٍ مُنفَرِدينَ" (مت17: 1).
w في بستان جثسيماني .. "ثُمَّ أخَذَ معهُ بُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنا، وابتَدأَ يَدهَشُ ويَكتَئبُ" (مر14: 33).
واشترك معهم أندراوس في سؤالهم عن المجيء الثاني .. "وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تُجاهَ الهيكلِ، سألهُ بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ علَى انفِرادٍ" (مر13: 3).
ترى ما هي علاقتي مع المسيح؟ هل هو غريب عني؟ هل أنا مجرد فرد في وسط جمهور من الناس؟ أم أنني أتمتع بعلاقة خاصة جدًّا ومتميزة معه، وهناك حب فائق يربط قلبي الصغير بقلبه الكبير؟
(3) معرفة بطرس بالسيد المسيح أعطت بركة لمنزل بطرس، لأن السيد المسيح شفى حماته المريضة .. "ولَمّا جاءَ يَسوعُ إلَى بَيتِ بُطرُسَ، رأَى حَماتَهُ مَطروحَةً ومَحمومَةً، فلَمَسَ يَدَها فترَكَتها الحُمَّى، فقامَتْ وخَدَمَتهُمْ" (مت8: 14-15).
وأنت لك زمانًا هذا مدته تعرف المسيح .. هل أثّر ذلك على بيتك وتبارك أهلك بسبب صداقتك مع المسيح؟
أنا لا أقصد شفاء الجسد فقط بل الأهم هو شفاء النفوس .. دعونا نصلى من أجل أسرنا أن تعرف المسيح وتشفى من ضعفاتها.
(4) كان بطرس هو أول من اعتراف بألوهية السيد المسيح .. "فأجابَ سِمعانُ بُطرُسُ وقالَ: أنتَ هو المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ!" (مت16: 16).
وقد مدحه السيد المسيح على هذا الاعتراف الحسن قائلاً: "فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُ: طوبَى لكَ يا سِمعانُ بنَ يونا، إنَّ لَحمًا ودَمًا لم يُعلِنْ لكَ، لكن أبي الذي في السماواتِ. وأنا أقولُ لكَ أيضًا: أنتَ بُطرُسُ، وعلَى هذِهِ الصَّخرَةِ أبني كنيسَتي، وأبوابُ الجَحيمِ لن تقوَى علَيها" (مت16: 17- 18).
ونحن أيضًا يجب أن نعرف إيماننا ونتمسك به، ولا نعطي فرصة للشيطان أن يسرقه منَّا.
(5) بالرغم من عظمة محبة بطرس للسيد المسيح لكنه أخطأ عدة مرات، وقد سامحه الرب يسوع من أجل المحبة والتوبة.
فمثلاً:
w عندما أمره المسيح أن يمشى على الماء شك فابتدأ يغرق .. (راجع مت14: 27- 32).
w وعندما أخبرهم السيد المسيح عن آلامه وصليبه.. "فأخَذَهُ بُطرُسُ إليهِ وابتَدأَ يَنتَهِرُهُ قائلاً: حاشاكَ يارَبُّ! لا يكونُ لكَ هذا! فالتَفَتَ وقالَ لبُطرُسَ: اذهَبْ عَني يا شَيطانُ! أنتَ مَعثَرَةٌ لي، لأنَّكَ لا تهتَمُّ بما للهِ لكن بما للنّاسِ" (مت16: 22-23).
w وكلنا يعرف الغلطة الكبيرة التي سقط فيها بطرس عندما أنكر السيد المسيح ليلة آلامه بالرغم أنه أكّد قبلها على محبته للمسيح .. "فأجابَ بُطرُسُ وقالَ لهُ: وإنْ شَكَّ فيكَ الجميعُ فأنا لا أشُكُّ أبدًا" (مت26: 33). "قالَ لهُ بُطرُسُ: "ولو اضطُرِرتُ أنْ أموتَ معكَ لا أُنكِرُكَ!". هكذا قالَ أيضًا جميعُ التلاميذِ" (مت26: 35).
لكن ما أجمل توبة بطرس .. "فتَذَكَّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ الذي قالَ لهُ: "إنَّكَ قَبلَ أنْ يَصيحَ الديكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّاتٍ". فخرجَ إلَى خارِجٍ وبَكَى بُكاءً مُرًّا" (مت26: 75).
وقد رفض بطرس أن يغسل المسيح قدميه، ولكنه عاد وقبل عندما فهم قصد المُخِّلص .. "فجاءَ إلَى سِمعانَ بُطرُسَ. فقالَ لهُ ذاكَ: يا سيدُ، أنتَ تغسِلُ رِجلَيَّ!" (يو13: 6). "قالَ لهُ بُطرُسُ: "لن تغسِلَ رِجلَيَّ أبدًا!". أجابَهُ يَسوعُ: إنْ كُنتُ لا أغسِلُكَ فليس لكَ مَعي نَصيبٌ. قالَ لهُ سِمعانُ بُطرُسُ: يا سيدُ، ليس رِجلَيَّ فقط بل أيضًا يَدَيَّ ورأسي" (يو13: 8-9).
ونام بطرس والتلاميذ، بينما كان السيد المسيح جاثيًا يُصلى ليلة آلامه، فعاتبه السيد المسيح .. "ثُمَّ جاءَ ووَجَدَهُمْ نيامًا، فقالَ لبُطرُسَ: يا سِمعانُ، أنتَ نائمٌ! أما قَدَرتَ أنْ تسهَرَ ساعَةً واحِدَةً؟" (مر14: 37).
وانفعل بطرس واستخدم السيف .. "ثُمَّ إنَّ سِمعانَ بُطرُسَ كانَ معهُ سيفٌ، فاستَلَّهُ وضَرَبَ عَبدَ رَئيسِ الكهنةِ، فقَطَعَ أُذنَهُ اليُمنَى. وكانَ اسمُ العَبدِ مَلخُسَ" (يو18: 10).
وبعد قيامة المُخلِّص عاد بطرس إلى صيد السمك غير مدرك أن هناك رسالة ضخمة سيتولاها مع زملائه التلاميذ .. "قالَ لهُمْ سِمعانُ بُطرُسُ: "أنا أذهَبُ لأتَصَيَّدَ". قالوا لهُ: "نَذهَبُ نَحنُ أيضًا معكَ". فخرجوا ودَخَلوا السَّفينَةَ للوقتِ. وفي تِلكَ اللَّيلَةِ لم يُمسِكوا شَيئًا" (يو21: 3).
هذه الأخطاء تُعلِّمنا ألاَّ نيأس من أنفسنا .. بل علينا أن نقوم من سقطاتنا ونواصل المسيرة الروحية قائلين: "لا تشمَتي بي يا عَدوَّتي، إذا سقَطتُ أقومُ. إذا جَلستُ في الظُّلمَةِ فالرَّبُّ نورٌ لي" (مي7: 8)"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق