الجمعة، 20 يونيو 2014

الكتاب المقدس يتحدى الشكوك لنيافة الأنبا رافائيل

 
تعددت الحروب ضد الكتاب المقدس، فهناك مَنْ يدّعي تحريفه، وهناك مَنْ ينكر الوحي نفسه.. واتهامات أخرى لا معنى لها .. لكن يظل الكتاب المقدس صخرة صامدة أمام كل القوى المضادة له، فتفنى الممالك، وتزول الإمبراطوريات، ويظل هذا الكتاب الخالد فوق الزمان.
وفي هذا المقال سنتعرض لبعض التساؤلات المشكّكة في صحة الكتاب المقدس، مع وعد بكتابة مزيد من الإجابات على تساؤلات أخرى في فرصة أخرى.

سيف .. أم سلام؟!!!
بالرغم من أننا نفتخر بأن السيد المسيح هو ملك السلام، وأنه بتجسده حلّ السلام على الأرض وهتفت الملائكة: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المَسرة" (لو2: 14).. إلا أن السيد المسيح قال كلمة مُحيِّرة جدًا: "لا تظُنوا أني جِئت لأُلقي سلامًا على الأرض. ما جِئت لأُلقي سلامًا بل سيفًا" (مت10: 34).
ألا يوجد هنا شبهة تحريض على العنف والإرهاب واستخدام السيف في المسيحية؟‍‍‍‍!! خاصة وأن السيد المسيح في ليلة آلامه قال لتلاميذه: "مَنْ له كيس فليأخذه ومِزود كذلك. ومَنْ ليس له فليَبِعْ ثَوبه ويَشتَرِ سيفًا" (لو22: 36).
ما معنى السيف؟
+ لا يقصد السيد المسيح طبعًا أن نستخدم السيف، بدليل أنه وبَّخ أبينا بطرس الرسول عندما استخدم السيف وقال له: "رُدَّ سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخُذون السيف بالسيف يَهلِكون!" (مت26: 52).. بل أنه أيضًا لمس أذن عبد رئيس الكهنة وأبرأها من ضربة سيف بطرس (لو22: 51).
+ إن المقصود بالسيف هنا هو الاضطهاد الذي سوف يقع على المؤمنين باسم المسيح، فالسيد المسيح يسبق وينبئ أحباءه وتلاميذه والمؤمنين به أن إيمانهم به سيؤدي بهم إلى احتمال صليب العنف الموجه ضدهم.
+ لم يتكلم السيد المسيح مع تلاميذه عن طريق مفروش بالورود، وحياة مليئة بالهدوء نتيجة تبعيته.. بل تكلم معهم عن طريق كرب وباب ضيق، وأنه "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع14: 22).
+ اعتبر أن حمل الصليب هو شرط التلمذة والتبعية له:
+ "إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأُمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا. ومَنْ لا يَحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يَقدر أن يكون لي تلميذًا" (لو14: 26-27).
+ "مَنْ أراد أن يأتي ورائي فليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبَعني. فإن مَنْ أراد أن يُخَلص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نَفسَهُ من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخَلصُها" (مر8: 34-35).
+ وأنبأنا أنه "تأتي ساعة فيها يَظن كل مَنْ يَقتُلُكُم أنه يُقدم خدمة لله" (يو16: 2). وهذا حدث بالحقيقة في التاريخ المقدس، حيث قام اليهود والوثنيون ضد المسيحية والكنيسة واضطهدوها اضطهادًا عنيفًا.
+ بل أن الإيمان بالسيد المسيح قد تسبب في انقسام داخل بعض البيوت بسبب إيمان بعض الأفراد وعدم إيمان الآخرين، فتعامَلَ غير المؤمن بعنف واضطهاد مع أخيه أو ابنه الذي آمن بالمسيح، وهذا أيضًا سبق وأنبأ به السيد المسيح عندما قال: "يَنقسم الأب على الابن، والابن على الأب، والأم على البِنت، والبِنت على الأم، والحَماةُ على كنَّتِها، والكَنَّةُ على حَماتِها" (لو12: 53). لذلك قيل: "مَنْ أحَبَّ أبًا أو أُمًّا أكثر مني فلا يَستحِقني، ومَنْ أحَبَّ ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يَستحقني" (مت10: 37).
ونفس هذه الأمور قد تحدث حاليًا بسبب ميول بعض أفراد الأسرة للتدين والبعض الآخر يرفض هذه الأمور، فتحدث مضايقات يجب أن يحتملها الطرف الروحاني بصبر وحب وفرح، كما قيل عن آبائنا الرسل: "وأما هم فذهبوا فرِحين من أمام المَجمَع، لأنهم حُسِبوا مُستأهِلين أن يُهانوا من أجل اسمِهِ" (أع5: 41) ، لذلك قيل: "لأنه قد وُهِب لكُم لأجل المسيح لا أن تؤمِنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألَّموا لأجلِهِ" (في1: 29).
أما ربنا يسوع المسيح فلقد علَّم بالسلام لأتباعه ومُحبيه وتلاميذه قائلاً: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعَون" (مت5: 9).. لأنه هو نفسه "رَئيس السلام" (إش9: 6)، ودائمًا كان يقول لتلاميذه: "سلامًا أترُك لكُم. سلامي أُعطيكُم" (يو14: 27). وقيل أيضًا: "وثَمَر البر يُزرع في السلام من الذين يفعلون السلام" (يع3: 18)، والسلام هو أيضًا من ثمار الروح القدس "وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لُطف، صلاح، إيمان" (غل5: 22).
فيجب على المسيحيين أن يعيشوا في سلام مع جميع الناس، كما قيل: "إن كان مُمكنًا فحسب طاقتكُم سالِموا جميع الناس" (رو12: 18)، وفي نفس الوقت يجب أن يحتملوا آلامات السيف الذي أنبأنا السيد المسيح أنه سيُلقى على الأرض بسبب الإيمان به، ولكن لا يجوز إطلاقًا للإنسان المسيحي أن يستخدم السيف أو يقتل أحدًا آخر أو يتنازل عن السلام والمحبة.
أما السيف المسموح لنا أن نحمله فهو سيف الروح وسلاح الروحانية، كما وصفه معلمنا بولس الرسول بقوله: "البَسوا سلاح الله الكامل لكي تقدِروا أن تثبُتوا ضد مَكايد إبليس" (أف6: 11).
مفهوم الختان في العهد الجديد
سؤال: لماذا عارض معلمنا بولس الرسول ختان الذكور، بينما هو معروف علميًّا أن الختان مفيد طبيًا في منع الإصابة بالتهابات المسالك البولية وسرطان العضو الذكري؟
الإجابة: لم يمنع مُعلِّمنا بولس الرسول ختان الذكور، ولا توجد آية واحدة تمنع ختان الذكور، ولكنه حينما يتكلم عن (الختان) يقصد به (اليهود)، وكلمة (الغرلة) يقصد بها (الأمم)، وفي كلامه يقصد أنه لا توجد أفضلية لليهود على الأمم بعد مجيء السيد المسيح، وأن الإيمان بالمسيح يكفي كي يتساوى اليهودي (الختان) مع الأممي (الغرلة) أمام الله.
وأيضًا يقصد معلمنا بولس الرسول أن الأممي (الغرلة) لكي يصير مسيحيًا لا يحتاج أن يمر بمرحلة التهود (أي يختتن على أساس ديني)، وهذا لا يمنع أن الإنسان يختتن على أساس صحي بدليل أن المسيحيين بمصر يختنون أطفالهم الذكور.
والآيات التي تكلم فيها معلمنا بولس الرسول عن الختان والغرلة هي الآتية:
+ "إذًا نَحسِب أن الإنسان يتبَرَّر بالإيمان بدون أعمال الناموس. أم الله لليهود فقط؟ أليس للأمم أيضًا؟ بَلَى، للأمم أيضًا لأن الله واحد، هو الذي سيُبَرر الخِتان (أي اليهود) بالإيمان والغُرلَة (أي الأمم) بالإيمان" (رو3: 28-30).
+ "فإن الخِتان يَنفَع إن عَمِلت بالناموس. ولكن إن كنت مُتَعَديًا الناموس، فقد صار خِتانُكَ غُرلَة! إذًا إن كان الأغرَل يَحفَظ أحكام الناموس، أفما تُحسَب غُرلَتُه خِتانًا؟ وتكون الغُرلَة التي من الطبيعة، وهي تُكَمل الناموس، تدينُكَ أنتَ الذي في الكتاب والخِتان تتعَدَّى الناموس؟ لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديًّا، ولا الخِتان الذي في الظاهر في اللحم خِتانًا، بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وخِتان القلب بالروح لا بالكِتاب هو الخِتان، الذي مَدحُه ليس من الناس بل من الله" (رو2: 25-29).
+ "إذًا ما هو فضل اليهودي، أو ما هو نَفع الخِتان؟ كثير على كل وجه! أمّا أولاً فلأنهم استؤمِنوا على أقوال الله" (رو3: 1-2).. واضح هنا أنه يتكلم عن نفع الختان ليس صحيًّا، بل باعتبار أن كلمة الختان هي مرادف لكلمة اليهود (أنهم استؤمنوا على أقوال الله).
+ "طوبى للرجل الذي لا يَحسِب له الرب خَطية. أفهذا التطويب هو على الخِتان فقط (أي اليهود) أم على الغُرلَة أيضًا؟ (أي الأمم أيضًا) لأننا نقول: إنه حُسِب لإبراهيم الإيمان بِرًّا. فكيف حُسِب؟ أوهو في الخِتان أم في الغُرلَة؟ ليس في الخِتان، بل في الغُرلَة! وأخذ عَلامة الخِتان خَتمًا لبِر الإيمان الذي كان في الغُرلَة، ليكون أبًا لجميع الذين يؤمِنون وهم في الغُرلَة، كي يُحسب لهم أيضًا البِر. وأبًا للخِتان للذين ليسوا من الخِتان فقط، بل أيضًا يَسلُكون في خُطوات إيمان أبينا إبراهيم الذي كان وهو في الغُرلة. فإنه ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم أو لنَسله أن يكون وارثًا للعالم، بل ببِر الإيمان" (رو4: 8-13).
+ "وأقول: إن يسوع المسيح قد صار خادم الخِتان، من أجل صِدق الله، حتى يُثَبت مواعيد الآباء" (رو15: 8).
+ "دُعي أحد وهو مَختون، فلا يَصِر أغلَف. دُعي أحد في الغُرلَة، فلا يَختَتن. ليس الخِتان شيئًا، وليست الغُرلَة شيئًا، بل حِفظ وصايا الله" (1كو7: 18-19).. واضح أيضًا هنا أنه يتكلم عن الختان والغُرلة بصفتهما تعبران عن اليهود والأمم.
+ "لأنه في المسيح يسوع لا الخِتان يَنفع شيئًا ولا الغُرلة، بل الإيمان العامِل بالمحبة" (غل5: 6).
+ "بل بالعكس، إذ رأوا أني اؤتُمِنت على إنجيل الغُرلَة كما بطرس على إنجيل الخِتان. فإن الذي عَمِلَ في بطرس لرسالَة الخِتان عَمِلَ فيَّ أيضًا للأمم. فإذ عَلِمَ بالنعمة المُعطاة لي يعقوب وصَفا ويوحنا، المُعتَبَرون أنهم أعمِدة، أعطَوني وبرنابا يَمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأمّا هم فللخِتان" (غل2: 7-9).
+ "لذلك اذكروا أنكم أنتم الأمم قَبلاً في الجسد، المَدعوين غُرلةً من المَدعو خِتانًا مَصنوعًا باليد في الجسد" (أف2: 11).
+ "لأننا نحن الخِتان (أي اليهود)، الذين نَعبُد الله بالروح، ونفتخر في المسيح يسوع، ولا نتكل على الجسد. مع أن لي أن أتكل على الجسد أيضًا. إن ظن واحد آخر أن يتَّكل على الجسد فأنا بالأولى. من جِهة الخِتان: مَختون في اليوم الثامن، من جنس إسرائيل، من سِبط بنيامين، عِبراني من العبرانيين. من جهة الناموس: فريسي" (في3: 3-5).
+ "وبه أيضًا خُتِنتُم ختانًا غير مصنوع بيَد، بخلع جسم خطايا البشرية، بخِتان المسيح. مَدفونين معه في المعمودية، التي فيها أُقِمتُم أيضًا معه بإيمان عمل الله، الذي أقامَه من الأموات" (كو2: 11-12).. هنا يشرح أن الختان كان رمزًا للمعمودية المسيحية.
+ "إذ خَلَعتُمُ الإنسان العتيق مع أعماله، ولَبِستُم الجديد الذي يتجَدَّد للمعرفة حسب صورة خالقه، حيث ليس يوناني ويَهودي، خِتان وغُرلة، بَربري سِكيثي، عَبد حُر، بل المسيح الكل وفي الكل" (كو3: 9-11).
+ "فإنه يوجد كثيرون مُتمردين يتكلَّمون بالباطل، ويَخدعون العُقول، ولاسيَّما الذين من الختان" (أي اليهود) (تي1: 10).
+ "ويسوع المَدعو يُسطس، الذين هم من الختان (أي أنه يهودي). هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوت الله، الذين صاروا لي تسلية" (كو4: 11).
+ "لكن لم يُضطر ولا تيطس الذي كان معي، وهو يوناني، أن يَختتن" (لكي يصير يهوديًا) (غل2: 3).
+ "ها أنا بولس أقول لكم: إنه إن اختَتَنتم (على أساس ديني عقائدي) لا يَنفعكم المسيح شيئًا!" (غل5: 2).
+ "جميع الذين يُريدون أن يعملوا منظرًا حسنًا في الجسد، هؤلاء يُلزِمونكم أن تختَتِنوا، لئلا يُضطهدوا لأجل صليب المسيح فقط. لأن الذين يَختَتِنون هم لا يحفظون الناموس، بل يُريدون أن تختتنوا أنتم لكي يفتخروا في جسدكم" (غل6: 12-13).
+ "لكن أشهَدُ أيضًا لكل إنسان مُختتن أنه مُلتزم أن يعمل بكل الناموس" (غل5: 3).
+ بولس يختن تيموثاوس: "فأراد بولس أن يخرج هذا معه، فأخذه وخَتَنَهُ من أجل اليهود الذين في تلك الأماكن، لأن الجميع كانوا يَعرِفون أباه أنه يوناني" (أع16: 3).
+ الرب يسوع قبل الختان: "ولما تمَّت ثمانية أيام ليَختِنوا الصبي سُمي يسوع، كما تسَمَّى من الملاك قبل أن حُبل به في البطن" (لو2: 21).
+ السيد المسيح يتكلم عن الختان: "لهذا أعطاكم موسى الختان، ليس أنه من موسى، بل من الآباء. ففي السبت تختِنون الإنسان. فإن كان الإنسان يَقبَل الختان في السبت، لئلا يُنقَض ناموس موسى، أفَتَسخطون عليَّ لأني شفيت إنسانًا كله في السبت؟" (يو7: 22-23).
+ "استفانوس يتكلم عن الختان: "وأعطاه عهد الختان، وهكذا وَلَدَ إسحاق وخَتَنَهُ في اليوم الثامن. وإسحاق وَلَدَ يعقوب، ويعقوب وَلَدَ رؤساء الآباء الاثني عشر" (أع7: 8).
+ اليهود = أهل الختان: "فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان، كل مَنْ جاء مع بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضًا" (أع10: 45).
+ "ولما صعد بطرس إلى أورشليم، خاصَمَهُ الذين من أهل الختان" (أع11: 2).
+ الختان بالمعنى الروحي: "ويَختِن الرب إلهك قلبك وقلب نَسلِكَ، لكي تُحب الرب إلهَكَ من كل قَلبِكَ ومن كل نَفسكَ لتحيا" (تث30: 6).
+ "فاختِنوا غُرلَةَ قُلوبكم، ولا تُصَلبوا رِقابَكُم بعد" (تث10: 16).
تناقض أم تكامل؟
+ يقولون: يوجد تناقض بين الأناجيل الأربعة في سرد قصة صليب السيد المسيح وقيامته، فهناك إنجيل يتكلم عن اعتراف اللص اليمين، وآخر لا يذكر هذا الأمر بالمرة، وآخر يذكر أن اللصين كانا يعيرانه، وفي القيامة ذكرت قصص مختلفة في كل إنجيل عن الظهورات.. أليس هذا وغيره يدل على تحريف الإنجيل؟
+ الإجابة: لم يكن القصد من كتابة أربعة أناجيل هو تكرار نفس القصة بنفس التفاصيل، وإلا فما هي الحاجة لوجود أربعة أناجيل؟ أما كان يكفي إنجيل واحد؟
لقد ذكر كل إنجيل بعض الأحداث وترك للأناجيل الأخرى تفاصيلاً أخرى أو أحداثًا أخرى، كمثل أربعة مصورين يسجلون احتفالاً بكاميرات الفيديو، والتزم كل منهم بزاوية معينة أو باتجاه معين في الاحتفال.. أحدهم ركز على العروسين، والآخر ركز على الأب الأسقف والكهنة، والثالث ركز على المدعوين، والرابع أعجبته الكنيسة وديكوراتها وأيقوناتها فأسهب في تسجيل لقطات للبناء.
وبالنسبة للأناجيل لا يوجد أي تعارض أو تناقض في سرد الأحداث، ولكن هناك تكامل ولقطات متعددة لأحداث متعددة.
فعلى سبيل المثال:
+ ذكر إنجيل مرقس أن: "اللذان صُلبا معه كانا يُعَيرانه" (مر15: 32).
+ بينما قيل في إنجيل لوقا: "وكان واحد من المُذنبين المُعلقين يُجدف عليه قائلاً: إن كنت أنت المسيح، فخلص نفسك وإيانا!. فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أولا أنتَ تخاف الله، إذ أنتَ تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدل، لأننا ننال استحقاق ما فعلنا، وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في مَحَله. ثم قال ليسوع: اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع: الحق أقول لكَ: إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 39-43).
وهنا لا يوجد تناقض حيث يمكن ترتيب القصة كالتالي: "كان اللصان يعيرانه، ثم انتبه أحدهما وأحس بالذنب، فوبّخ زميله، واعتذر للسيد المسيح طالبًا الصفح والغفران".. وهكذا في باقي القصص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق